* ليس شرطـا كى تكـون الدولة منتصـرة، أن تخــوض حربــا تُسقط فيهـا طائـرات العـدو، وتدمـر معداتـه وتدك حصونـه ، فقطـر لــم تخض حربـا ، وخاضت تنظيـــم " لعبة " كاس العالم وانتصرت ، فلم تعد الدبابـة والبندقيـة والصاروخ والسيطـرة والهيمنة هـي مقيـاس النصر لأى دولـة ، فهــا هى روسيـا تعيث فى أرض أوكرانيا خرابــا ، تقتل وتدمر وتتوغل ، ولا تجد من يردعهـا ، سـواء من المجتمـع الدولي أو الأمم المتحــدة ، فهل تعد روسيـا منتصرة ، ما تفعله روسيا فى أوكرانيا وصمة عــار ، فقد تغيـرت مفاهيم النصـر عند بعض قـادة الـدول ، وصار النصر بمفهومه الحديث ، هو أن تعلّى من شأن البلد ، وشأن أى بلد لا يعلـوا إلا بالعـدل والمـواقف الثابتة والإنجازات التى من شأنها ـ وحدها ـ أن ترفع اسم البلد عاليـا ؟!

* وقد صار لقطر بعد النجاح الهائل الذى حققته فى تنظيم كأس العالم 2022 شأن ، جعـل أميـر قطر يفحـم رئيس الفيفا ، الذى أراد أن يقدم ماكرون رئيس فرنسا على أمير قطر ، فما كان من أمير قطـر إلا أن جعـل رئيس فرنسـا ورئيس الفيفا يتبعانه ليسير هو فى المقدمة ، فى مشهد لم يتكرر منذ هرولة العرب خلف الغرب !

* فإذا كانت الأرجنتين قد فـازت بكأس العالم فى الكـرة ، فقطــر قد فــازت بكـاس الاحترام والتقدير، واعتراف دول العالـم، بأن الله يضع سـره فى أضعف خلقه ، مع العلــم بأن قطــر ليست أضعف خلـق الله ، ولكن هناك من يريـد أن يضعفها لأهواء مريضة ، والسر الذى وضعه الله فى قطر، أنه جعل من دولة صغيرة ـ على حد قول أميرها ـ  تكسب ثقـة واحتـرام العالم ، والحقيقة أن الرجــل لم يكذب ، فقد أثبتت قطــر أنها كبيــرة، على الرغــم من الدعايــة السلبية المحبطــة، التى شنهــا بعض المرضى من الإعلاميين !

* إن النجـاح الذى حققتـه قطــر لــم يكن محض صدفــة ، أو جــاء على طبــق من فضـة ، فحتمــا هناك مجهــودات جبــارة وترتيبــات ، وكان ذلك واضحــا فى حجم الاستعــدادات والتجهيـزات التى أدهشت العـالــم ، والتى أثبتت من خلالها قطــر أنها تقـدر .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: بهـاء الدين حسـن